انها التدوينة الثانية من سلسلة التدوينات حول ادارة المجازفات على المشاريع.
سنقوم خلال هذه التدوينة بمناقشة التعاريف الرئيسية المتعلقة بالجدال الحاصل حول ادارة المجازفات, وهو: هل تعتبر المجازفات دائما” تهديدات أو يمكن اعتبارها أحيانا” على أنها فرص؟
هناك اتجاهان في التفكير هنا
عندما نقوم بالحديث عن ادارة المجازفات أو ادارة مجازفات المشروع فنجد أن هناك مدرستان في التفكير.
المدرسة الأولى وهي التي تعتبر المجازفات وبشكل دائم على أنّها تهديدات.
مدرسة ثانية من التفكير, تنظر الى المجازفة على أنها حدث وانه حدث غامض, أي من الممكن أن يكون لديه تأثيرا” سلبيا” أو ايجابيا” علىأهداف المشروع, المهمة, أو المشروع بشكل عام.ان طبيعة الانسان البشرية تقوده الى اعتبار أن أي مجازفة هي بمثابة تهديد, خطر أو مغامرة… أو أي تعبير آخر يعكس حالة سيئة.
بغض النظر عن أي مدرسة تحبّذ, الا أنه من الضروري النظر الى أن أي حدث قد يطرأ على مشاريعنا أو على أعمالنا الحياتية من الممكن أن يحمل معه تأثيرات ايجابية أو سلبية.
وفي حال كنت تحبّذ المدرسة الثانية من التفكير, فانه لا بد من أنك تنظر الى المجازفة على أنها فرصة أو تهديد.
من جهة أخرى وفي حال كنت من محبّذين المدرسة الأولى, فانه بامكانك النظر الى المجازفة على أنها تهديد ولكنك بحاجة الى التفكير على أنه يجب التعامل مع الفرص أيضا”.
الواقع الحالي للممارسات
من خلال خبراتنا الواسعة في مجال ادارة المشاريع وعملنا على العديد منها ومراقبتنا لها بكل تفاصيلها. اضافة الى دوراتنا العديدة حول ادارة المجازفات على المشاريع, فاننا نجد أن القسم الأكبر يقوم باعتبار المجازفة على أنها تهديد…. وبالتالي فان ادارة المجازفات هي بشكل غير مباشر ادارة للتهديدات. فبالرغم من أنه وفي بعض الحالات نقوم باعتبار المجازفات على أنها فرص أو تهديد, فاننا نجد ان التركيز الأكبر يكون حول التهديد ونحاول تجاهل الفرص وهذا ما نسمّيه بالانجليزية “’’wishful thinking syndrome (او التمني) أي أنه وفي حال كان بامكان تلك المجازفة تأمين فرصة معينة, فلا بأس اذا حصلت متناسين على أنه حدث غير مؤكد, أي أنه من الممكن حدوثه أو عدمه.
اذا وافقنا على مفهوم أن المجازفات من الممكن ان تكون فرص أو تهديدات, اذا عندها يمكننا بحث أو مناقشة موضوع ادارة المجازفات والفرص. ولكنه هنا أيضا” نجد أن الغالبية العظمى تتغاضى عن هذا المفهوم محاولة التغاضي أيضا” على أنه من الممكن لأي مجازفة أن تكون فرصة معيّنة.
تجاهل الفرص
في حال قامت المنظمة بالتركيز على التهديد متجاهلة الفرص, فانها ربما تكون بذلك تخسر أحد الفرص المميزة.
على سبيل المثال (مثال مبسّط): في حال كان هناك فرصة من الممكن أن تساهم في مساعدتنا على توفير وكسب ثلاثة أسابيع من المدة الزمنية لمشروع معين, اضافة الى وجود تهديد من الممكن أن يساهم في خسارتنا لأسبوع, فأين نقوم بالتركيز في هذه الحالة؟ هل نقوم بالتركيز على الفرصة أو التهديد؟
- فاذا حدث التهديد وليس الفرصة, فهذا يعني وبالتأكيد أننا قد خسرنا أسبوع على المشروع (وبالطبع هذا أمر سييء).
- في حال حدوث الاثنين معا” أي الفرصة والتهديد, فاننا عندها نكون قد ربحنا أسبوعين من المشروع (ففي حين أننا قد ربحنا ثلاثة أسابيع وخسرنا أسبوع, فهذا يعني في النتيجة أننا قد ربحنا أسبوعين).
- اذا كان بامكاننا القضاء على التهديد وضمان حدوث الفرصة فهذا يعني أننا قد ربحنا ثلاثة أسابيع من المدة الزمنية للمشروع.
في هذه الحالة, هل تعتقد أنه بامكانك تجاهل الفرص؟
كيف بامكاننا تغيير هذه العقلية او الذهنية؟
الرجاء النظر الى هذه الصورة, هل تعتبر القرش فرصة أو تهديد؟ بالطبع اذا كنت تخاف من القرش فانك سوف تعتبره تهديد, ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بالسباحة والغوص مع أسماك القرش. اذا” ومرّة أخرى هل هذه فرصة أوتهديد؟
سنقوم خلال تدويناتنا التالية بالحديث أكثر عن ادارة المجازفات على المشاريع.
الرجاء مشاركتنا اقتراحاتكم.
Pingback: ما هو عدد المرّات التي يجب أن نقوم خلالها بتقييم المجازفات على المشاريع؟ | الريادة في ادارة المشاريع()