هل يتخذ المسؤولين التنفيذيين القرارات الصحيحة في إدارة المشاريع؟

تمهيد

هذه المقالة هي تتمة لمقالتين سابقتين قمنا بنشرهما مؤخراً. كما أنها استجابة للعديد من المشاركات المنشورة عبر الانترنت حول موضوع مدير المشروع بالصدفة.

المقالات السابقة هي:

تعريفات

ناقشنا من خلال المقالتين السابقتين مفهوم مدراء المشاريع بالصدفة، ولماذا نطلق عليهم هذا المصطلح. وباختصار، للذين لم يقرؤوا المقالات السابقة، فإننا نستخدم مصطلح مدير المشروع بالصدفة للإشارة إلى مهني في إحدى المجالات انخرط “بالمصادفة” في إدارة المشاريع بناءً على طلب مديره.

شرح الفكرة:

فيما يلي مقتطفات من الموضوع الاستهلالي لكتابنا الثاني (الذي لم ينشر بعد) والذي يعالج هذه النقطة باعتبارها “نقطة تساؤل”. نقطة التأمل هذه تعتبر تحدي للمسؤولين التنفيذيين لحثهم على النظر في المجازفة المرافقة لمفهوم مدير المشروع بالصدفة.

ونؤكد هنا أنه بالنسبة لنا فإن المصطلح “مجازفة” في إدارة المشاريع ليس أمراً سيئاً، حيث أننا ننظر إلى المجازفة باعتباره تهديد أو فرصة.

كما يجب التأكيد على أننا لسنا ضد هذا المفهوم، بل على العكس تماماً. ما نؤكد عليه هو الحاجة إلى فهم هذا المصطلح، والإحاطة بالظروف المؤدية إليه، وكيفية تعاملنا مع هذا الوضع.

تعتبر إدارة المشاريع مهنة ناشئة (أو بصيغة مناسبة أكثر، مجال تطبيقي) حيث أن نسبة كبيرة من ممارسي هذه المهنة لم يتلقوا تعليم أو تدريب رسمي في هذا المجال. فالعديد من ممارسي مهنة إدارة المشاريع هم من الاختصاصيين التقنيين أو أصحاب الوظائف في هذا المجال وهم مهنيون جديرون بالثقة، ونتيجة لذلك، يكلفون بإدارة المشاريع لسبب أو لآخر. وعلاوة على ذلك، فإننا نتوقع منهم أن يكون مستوى أدائهم في الوظيفة الجديدة (كمدراء مشاريع) بنفس مستوى أداءهم في مجال عملهم أو دراستهم. وهذا هو ما ندعوه “مدراء المشاريع بالصدفة”.

وفي ضوء ما سبق، تبقى المفارقة هنا هي “هل توافق بشكل عام على أن الممارسة المذكورة أعلاه شائعة؟”.

إذا كانت الإجابة بلا، فإننا نرجو منك متابعة القراءة والطعن في النقطة التي نعرضها هنا.

وإذا كانت الإجابة بنعم، فإننا سننتقل ونتوسع في توضيح النقطة السابقة من خلال سؤال ذو شقين:

  • لماذا تعتقد أن المسؤولين التنفيذيين وكبار المدراء يقومون بتعيين مدراء غير مختصين بالمشاريع ومن ليس لديهم التدريب والتعليم المناسبين في إدارة المشاريع ويلقون على عاتقهم مسؤولية إدارة المشاريع … و
  • لماذا تعتقد أن هؤلاء المسؤولين التنفيذيين يتوقعون من مدراء المشاريع بالصدفة أداء عملهم في إدارة المشاريع بنفس مستوى أدائهم في مجالهم التعليمي أو المهني؟

تساؤلات حول الموضوع:

دعونا نطرح هذا السؤال من زاوية مختلفة.

  • هل سيتوجه أحدنا إلى مدير المستشفى أو أي موظف آخر، لطلب فحص طبي شامل أم لإجراء جراحة؟
  • هل نستعين بمساعد محامي قانوني للدفاع عنا في المحكمة؟
  • هل نطلب من قسم التسويق صيانة جهاز الكمبيوتر؟

إذا كنا لا نقوم بأي من هذه الأفعال، لماذا إذا نقوم بتكليف إدارة المشاريع إلى غير مدراء المشاريع … والأسوأ من هذا … نتوقع منهم أداء جيد بل حتى ممتاز؟

دعونا نتابع:

  • هل بإمكان مهندس مدني ممارس, الارتقاء فوراً وإدارة مشروع بناء مبنى أو منشأة كبيرة؟
  • هل بإمكان مهندس كمبيوتر, الارتقاء  فورا وإدارة أحد أكبر مشاريع البنى التحتية للاتصالات؟
  • هل بإمكان خبير في الموارد البشرية فجأة إدارة مشروع إعادة هيكلية منظمة؟

نحن نعتقد أن بإمكان العديد من المهنيين التقنيين وأصحاب الوظائف تعلم كيفية إدارة المشاريع – وأصبح البعض منهم بالفعل خبراء – ولكن يجب أن يتم تدريبهم بشكل صحيح قبل التكليف وليس التعلم بالتجربة أو أن يتم وضعهم تحت الأمر الواقع، لأن إمكانية الفشل مرتفع جداً وتكلفته باهظة على كل من الشخص والمنظمة.

يقوم المسؤولين التنفيذيين باتخاذ مثل هذه القرارات ومن ثم يتساءلون عن سبب فشل المشاريع، أو ينبغي علينا أن نكون دبلوماسيين أكثر ونقول لماذا لم تنجح المشاريع!

وكمرجع لما سبق ذكره، أظهرت دراسة أجريت مؤخراً بالتعاون ما بين شركة ماكينزي وجامعة أكسفورد بعض النتائج الصاعقة حول أسباب فشل المشروع. يمكن التحقق من مجلة “HBR” إصدار سبتمبر 2011.

ملاحظة الختام

ما رأيك بما تم طرحه؟

  • هل تعتقد أن المفهوم مقبول تحت أي ظرف؟ … أو  …
  • أن المفهوم غير مقبول تحت أي ظرف. … أو  …
  • أن المفهوم مقبول وفقاً لشروط معينة. وفي هذه الحالة، ما هي برأيك هذه الشروط ؟

نأمل أن نتلقى مشاركاتكم.