تمهيد

ان هذه المجموعة من التدوينات مبنيّة على مراقبة لمدراء المشاريع خلال ممارستهم لأعمالهم اضافة الى العديد من المناقشات التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي واستطلاعات الرأي التي كنا قد قمنا بطرحها خلال وقت سابق. لقد بدى واضحا” أن العديد من ممارسين ادارة المشاريع لديهم سوء ادراك للمفاهيم الأساسية المتعلقة بادارة المشاريع.

نحن لا نريد من خلال المقالة أن نُظهر بأننا نملك ادراكا” أكثر من غيرنا في هذا الموضوع أو أننا السلطة الأساسية المخوّلة الحديث عنه, ونحن نعلم أنه من الممكن أن ما نقوم بمشاركتكم به هنا هو معروف من قبلكم ولكن من الضروري تسليط الضوء عليه من أجل تغيير التقاليد السائدة لدى البعض الآخر منكم, كذلك يمكن تغيير الصيغة الحرفيّة الخاصة والمتعلقة بادارة المشاريع أو كتاب PMBOK®.

لماذا استخدام كلمة اعادة تعريف؟

سنقوم خلال هذه التدوينة الأولى بتوضيح السبب حول كلمة اعادة تعريف. لماذا اعادة تعريف؟

الجواب الأسهل والأبسط هو في التالي:

اننا نعتقد ان هناك بعض المصطلحات المستخدمة في ادارة المشاريع ليست معرّفة بشكل صحيح أو أننا نجد العديد من التعريفات المختلفة والتي تختلف باختلاف مصدرها. ونتيجة لذلك، فإن نتائج هذا الافتقار إلى الوضوح هو بداية للقضاء على مفهوم إدارة المشاريع. ونحن ندرك بأن هناك الكثير ممن لا يتفقون مع هذا التعبير، ولهذا السبب، سوف نقوم من خلال هذه السلسلة من التدوينات بالعمل على تغيير المفاهيم التقليدية اضافة الى محاولة لتغيير ما نحن عليه الآن من سوء ادراك لهذه المفاهيم.

العوامل المساهمة

بناء على الاجابة السابقة أعلاه ومن خلال رأينا المتواضع, فان القادة والمفكرين في مجال ادارة المشاريع والمنظمات المتخصصة في هذا المجال, قد قاموا باعطاء التعاريف الممتازة لها, ونحن من خلال هذه التدوينات “اعادة تعريف ادارة المشاريع” لا نسعى الى تقويض هذه التعاريف أو انتقادها, ولكننا قد لاحظنا بأن هناك العديد من التحديات والعوامل التي أودت بنا الى استخدام هذا المصطلح وسوف نخص بالذكر اثنين من هذه العوامل:

1. البعض من هؤلاء القادة والمفكرين يفكرون بالمستوى الأعلى لادارة المشاريع ويعملون على مواضيع متعلقة بادارة الشاريع التنظيمية, ادارة المشاريع الاستراتيجية, النضج في ادارة المشاريع, اضافة الى العديد من المواضيع المتقدمة والمتطورة في هذا المجال. ويبدو أنه ربما قد تغاضوا عن هذه المفاهيم أو أنهم يعمدون الى اعادة تقييم لمفاهيم ادارة المشاريع. ولربما أنهم يشعرون بأن المفاهيم الأساسية هي بالفعل ناضجة بما فيه الكفاية؟ أو أن هذا المستوى من التفصيل يفتقر الى الاهتمام كاف؟ أو لعلّ المفاهيم السائدة الآن أصبحت راسخة لدينا ولا يمكن تغييرها؟
2. أما العامل و المساهم الثاني فهو الانتشار الواسع والكبير لشهادة مدير مشروع محترف PMP والتي تُعطى من قبل منظمة PMI ولكنه لا يمكننا هنا أن نقول أن السبب الأساسي في كل هذا هو فقط شهادة PMP. ونحن لا نقوم هنا بالقاء اللوم على شهادة PMP لأن اللوم الأساسي يجب أن يكون على المنظمات التي تدعم وتمنح وتعزّز هذه الشهادة وخاصة منظمة PMI وفروعها عامة (Chapters) بالاضافة الى معظم شركات التدريب والتي تعتمد على شهادة PMP باعتبارها مصدر المدخول الأساسي لها. وهم يقومون بحماسة بالترويج لهذه الشهادة والتي لا تقتصر الدورة الخاصة لهل عن مساعدة المشارك في تخطّي واجتياز الامتحان بدلا” من توفير قواعد أساسية ومهمة تساهم في تطوير الأداء والعمل في ادارة المشاريع.

لماذا تعتبر هذه النقطة الثانية عاملا” أساسيا” في عنوان هذه التدوينة؟

لأن العديد من الأشخاص التقنيين الذين لايملكون خبرة في ادارة المشاريع, أو أنّ خبرتهم ضئيلة في هذا المجال أصبحوا الآن يمتلكون شهادة مدير مشرع محترف PMP. بالمناسبة هذه ليست مشكلة اذا كنّا جميعا” متفققين حول أن هذه الشهادة هي ذات مستوى تأسيسي وليس متطور ومتقدّم. غير أن التحدّي الموجود هو أن هذه المنظمات بالاضافة الى الأفراد تقوم بالترويج لهذه الشهادة على أنّ حاملها هو خبير في مجال ادارة المشاريع. غير أنه أن تكون خبير فهذا يتطلب سنين طويلة من الخبرة على مشاريع فعلية وواقعية وليس أن تكون من الخريجين الجدد وتقتصر خبرتك على العمل في مختبر الجامعة أو مساعدة دكتور معيّن خلال الدراسة.

بالاضافة الى ذلك كلّه, فان العديد من المنظمات التي تقوم بالتدريب لنيل شهادة PMP, لا تتناول سوى الجوانب المتعلّقة بادارة المجموعات العملية والتي تُعرف بهذه التسميات: “Inputs, Tools, Techniques and Outputs” والتي يُرمز لها بهذه الأحرف ITTO. وهذا ما يقودنا الى العديد من نقاط الالتباس والمتعلقة بادارة المشاريع بشكل عام أو بمصطلحات ادارة المشاريع ويعتبر الالتباس الأهم هو في الممارسة الفعلية لادارة المشاريع. باختصار فان الالتباس واللغط الحاصل هو حول المجوعات العملية (Process Groups) أو حول امتداد حياة المشروع (Project Life Span).

الحلول والاجابات على هذه المشكلة

نتيجة الى مراقبتنا الدقيقة وخبراتنا الواسعة في مجال ادارة المشاريع, فقد قررنا معالجة هذه المشكلة وذلك من خلال تطوير منهجية متخصصة في ادارة المشاريع بالاضافة الى نشر العديد من الكتب المتعلقة بهذا الموضوع وتقديم العديد من الخدمات (تدريب واستشارات) والمبنيّة جميعها على هذه المنهجية.

سنقوم خلال التدوينات اللاحقة بعرض وجهة نظرنا من هذا الالتباس بالاضافة الى نهج سوكاد ومقاربتها له.