مقدمة
ان السبب الرئيسي لهذه التدوينة هو الكم الهائل من الرسائل لتي وصلتنا من العديد من الشركات, والمؤسسات الحكومية حول طلب عروض من أجل اجراء دورات تدريبية في PMP. وبعد أن تبيّن لنا ومن خلال هذه الطلبات والرسائل أنه هناك العديد من اللغط الحاصل, قررنا أن نقوم بتدوين هذه المقالة من أجل ايضاح بعض النقاط. وكان الملفت في هذه الطلبات كلّها أن جميع الشركات والمنظمات يريدون اجراء الدورة من أجل تحسين آداء مدراء المشاريع داخل المؤسسة بالاضافة الى تطوير القدرة على ادارة المشاريع وذلك من خلال دورة تدريبية تساعد المشارك على التقدّم من أجل اجراء امتحان والنيل على شهادة PMP.
وما كان لافت أيضا” وعند بدء الدورات أن بعض الحاضرين, لكي لا نقول معظمهم, لم يكونوا يدركوا معنى هذه الشهادة أو الدورة, والبعض اعتبر أنه وبعد انتهاء الدورة سنقوم نحن بامتحانه ومن ثم تسليمه شهادة PMP. اضافة الى وجود قاسم مشترك وهو أن الهدف الأساسي والتوقعات المرجوة من نتائج الدورة هو تحسين وتطوير الأداء عند مدراء المشاريع وتمكينهم من معالجة المشاكل التى من الممكن أن تطرأ على المشروع سواء من ناحية الوقت أو الكلفة أو غيرها، وأنهم يطلبون دورة .PMP
والهدف الاضافي لهذه التدوينة هو توضيح أن الدورات التحضيرية لشهادة PMP هي ليست الأكثر ملاءمة لهذا النوع من الأهداف، لأنه وبكل صدق وتجرّد، يقتصر العمل الرئيسي والأساسي لهذه الدورة على مساعدة المتدرّبين على كيفية تخطي الامتحان والاجابة على الأسئلة خلال الامتحان وحصولهم على الشهادة. على الرغم من أن لهذه الدورة ولشهادة PMP أهمية من حيث تنمية المعلومات لدى المشاركين الاّ أنها تبقى وكما ذكرنا سابقا” غير كافية لتطوير أداء ادارة المشاريع داخل المؤسسة.
الخطأ الحاصل في الترجمة الحرفيّة لشهادة PMP
ما لفت انتباهنا هو أن جميع الشركات التي قامت بالتواصل معنا بالاضافة الى الشركات التي تقوم بالترويج لهذه الشهادة, كانوا يقومون بترجمة خاطئة, على سبيل المثال:
- ان PMP هي اختصار الى Project Management Professional والترجمة الحقيقية لهذا التعبير هو مهني في ادارة المشاريع. ولكنه يتم ترجمتها على أنّها شهادة مدير مشروع محترف وهذا خطأ, لأن ترجمة تعبير مدير مشروع محترف الى اللغة الانجليزية هي Expert Project Manager. وللتوضيح نرجو التركيز على أن Project Management هي ليست Project Manager وكذلك فان تعبير Professional هو يعني مهني أو فني وليس محترف.
- بالاضافة الى التفسير اللغوي فان شروط نيل شهادة PMP لا تتطلّب خبرة كمدير مشروع بل تكتفي بعدد 4500 ساعة من العمل في حقل ادارة المشاريع (في أي وظيفة كانت) ونكرّر أنه ليس من الضروري أن تكون الخبرة بمنصب مدير مشروع.
- بالاضافة فان الاحتراف في ادارة المشاريع ليست فقط بالحصول على الشهادة المذكورة. فادارة المشاريع علم ذا مجال واسع ويشمل جوانب متعددة ولا يمكن بمجرد الحصول على هذه الشهادة أن يكون حاملها قد أصبح يتقن ادارة المشاريع باحتراف.
الأهداف الحقيقية للمؤسسات
بناء على تواصلنا مع المؤسسات والأفراد الذين يقومون بمتابعة هذه الدورات, فان الهدف الأول والأهم لهم هو تطوير الأداء المؤسساتي في ادارة المشاريع بناء على أسس منهجية واضحة تساعدهم في ادارة كل مشروع على حدى بالاضافة الى ادارة مشاريع المؤسسة كحقيبة أو مجموعة.
ولكنّ الدعاية الواسعة النطاق التي تقوم بها منظمة PMI بالاضافة الى بعض الشركات التي تستفيد ماديا” من تقديم دوراتت لشهادة PMP جعلت العديد من المراقبين يعتقدون أنه بمجرّد أن تحمل هذه الشهادة أو أن تتابع الدورة حتى, فانه بامكانك ادارة المشاريع بطريقة صحيحة. على سبيل المثال فان المننظمة المذكورة وهذه الشركات يقومون باعتماد تعابير مثال “منهجية PMI” وهي غير موجودة بالأساس و “”Master Project Management في خمسة أيام بالاضافة الى العديد من الأقوال الأخرى.
وبناء على هذا التسويق الخاطئ والمزيّف جزئيا”, فقد لجأت العديد من الشركات والمنظمات الى الاقبال على تدريب موظفيها وكوادرها من أجل نيل هذه الشهادة, على الرغم من أن الحاجة الحقيقية لدى هذه المنظمات هي التعرّف أكثر الى ادارة المشاريع وكيفية ادارتها بطريقة ممنهجة وصحيحة باعتماد أساليب ومنهجيات متطورة وليس تقديم الشهادات لهم دون أي مردود فعلي وعملي على المشاريع.
النتائج الحالية
أولا”: وكما سنقوم بالتوضيح لاحقا”, فان معظم اللذين يقومون بمتابعة هذه الدورات لا يتابعوا بالتحضير والدراسة وتقديم الامتحان.
ثانيا”: ان النسبة القليلة ممّن يتابعون بالتحضير والدراسة فان نسبة النجاح لديهم قليلة جدّا”.
ثالثا”: النسبة القليلة من الذين ينجحون في الامتحان لا يملكون القدرة الكافية لوضع منهجية داخل المؤسسة والتي بامكانها أن تساهم في تطوير الأداء. بالاضافة فانهم يجدون بأنهم لا يملكون المعلومات الممنهجة الكافية من أجل تطبيق ما تمّ تعلّمه من خلال هذه الدورة.
ايضاحات اضافية
ان سوكاد ونظرا” لخبرتها التي تقارب العشر سنوات في مجال الاستشارات والتدريب على ادارة المشاريع ولا سيما شهادة مدير مشروع محترف PMP® ، قد وجدت أنّ نسبة قليلة جدّا” وأحيانا” لا تتخطّى الثلاثين في المئة في منطقة الخليج العربي من المشاركين في الدورة التحضيرية للامتحان لا يقومون باجرائه وذلك للأسباب التالية:
- يجد البعض أن الامتحان يكون أصعب بكثير من المتوقع ويعدلون عن قرارهم بالاستمرار في الدراسة والتحضير.
- انهماكهم في العمل وعدم القدرة على الدرس جيّدا، وخصوصا” ان الامتحان يتطلب وقتا” ومجهودا” كبيرا” يتراوح بين 100 الى 500 ساعة من الدراسة, هذا في حال كانت اللغة الانجليزية للمشاركين جيّدة ولكنها تتطلب وقتا” أكثر بكثير في حال ضعف اللغة الانجليزية.
- أو ربما بسبب ضعف اللغة الانجليزية (أي القراءة واستيعاب الأسئلة بسرعة لانهاء الامتحان بالوقت المحدد).وخاصة أن الامتحان يجري باللغة الانجليزية. وأن عدد الأسئلة هو 200 سؤال ويجب الاجابة عليهم خلال مهلة أربع ساعات.
- بناء على خبرتنا في الخليج العربي, والعمل مع العديد من المنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة, فاننا نجد أن الكثيرين من مدراء المشاريع وحتى أصحاب الخبرات التي قد تزيد أحيانا” عن 20 سنة, يرسبون في الامتحان بسبب العوامل التي أوردناها سابقا”.
اننا وبكل صراحة نقولها هنا ان شهادة PMP® جيّدة لا بل ممتازة، ولكن وفي حال كان هناك قسم كبير من المشاركين في الدورة يترددون حول موضوع اجراء الامتحان للحصول على هذه الشهادة بناء على أي سبب من الأسباب التي أوردناها سابقا”، ولا يمكنهم أو لا يرغبون في استثمار الوقت للحصول على الشهادة المذكورة, فاننا نقترح عدم الاستثمار في دورة PMP Exam Prep.
الحلول المقترحة
- بناء على أن الهدف الأساسي لهذه الدورة هو تطوير الأداء فانه من الضروري اعتماد منهجية معينة وأساليب وطرق ممنهجة وهذا ما لا تقوم بتأمينه دورة PMP وذلك لأنها ليست منهجية بحدّ ذاتها.
- بعد الانتهاء من تقديم الدورة فاننا لا نجد سوى نسبة 20% من الحاضرين فقط هم من يقوموا بالتقدّم للامتحان لذلك فانه من المفضّل الاستفادة من مدّة الدورة (35 ساعة) من خلال تطبيق منهجية معينة كمنهجية سوكاد أو غيرها والتي بامكانها أن تكون أكثر فعالية وانتاجية وتساهم بشكل أفضل في تحقيق الهدف. وتحويل ساعات الدراسة الى ساعات تطبيق فعلي على أرض الواقع.
- في حال كان هناك بعض الأشخاص من المقبلين على الدورة يملكون الوقت الكافي للدراسة بالاضافة الى اللغة فعندها يمكن اعطائهم دورة متخصصة من أجل نيل شهادة PMP دون الاستثمار في جميع المشاركين.
في الختام
نحن شركة نعمل في مجال ادارة المشاريع منذ ما يقارب 10 سنوات ومدرّبينا الرئيسسين يعتبرون السبّاقين في الحصول على هذه الشهادة اذ أنهم قد استحصلوا عليها منذ العام 1997 وقد قام كل منهم بدورات تزيد عن 200 دورة في هذا المجال. ولكننا ولأن الهدف الأساسي عندنا هو تأمين ما هو أفضل وأحسن لمجتمعنا فاننا نعمد الى توضيح كل ما نراه مصدر لغط عند المؤسسات. فبالنسبة لنا فاننا نعتبر أن العميل ليس دائما” على حق اذ أنه بامكانه اختيار دورة هو ليس بحاجة اليها لذلك فان التواصل والتوجيه هو الأساس في ايصال ما هو الأفضل والأكثر افادة وليس تأمين الكسب المادي لنا.
آرائكم وتعليقاتكم تهمّنا
Pingback: Vanessa Smith()