هل تعتبر دراسة الجدوى كافية لنجاح المشاريع الاستثمارية؟

مقدمة

من منا لم يمر بتجربة شخصية أو لم يسمع أحد أقربائه أو أصدقائه يتحدثون عن ضرورة القيام بدراسة الجدوى للمشروع قبل الاستثمار ودفع الأموال؟ ومن هنا ومن خلال العديد من التجارب التي مرّت في محيطنا، فاننا نقوم بتدوين هذه المقالة محاولين تعريف دراسة الجدوى، أهميتها ومدى امكانية الاعتماد عليها فقط في دراسة مشروع معين.

ما هي دراسة الجدوى؟

الشيء المؤكّد والذي يظهر بشكل واضح من خلال الاسم هو أن دراسة الجدوى من الممكن أن تكون دليلنا حول ما اذا كان أي مشروع يملك جدوى ويعود بنتيجة مجدية على المستثمرين أم لا. ومن المفترض أن تحتوي على دراسات عدة سواء من الناحية المادية الى دراسة السوق والموارد البشرية بالاضافة الى دراسة المجازفات وغيرها.

واننا نحن كشركة سوكاد نضيف على أنها دراسة الجدوى مع امكانية التنفيذ، بحيث أنه من الممكن أن نعلم وبعد القيام بهذه الدراسة اذا ما كان المشروع الذي نقوم بدراسته لديه جدوى ويمكن تنفيذه. بحيث أنه من الممكن أن يكون مشروع ما يملك جدوى ولكن من الصعب تنفيذه نظراً لعوامل عدة سواء مادية، بيئية، أو غيرها.

العمل السائد حالياً عند القيام بدراسة مشروع جديد

لطالما كان سائداً ما يعرف بريادة الأعمال أو Entrepreneurship على الصعيد العالمي، ولكن الآن وبعض اهتمام العديد من المؤسسات والمنظمات العالمية برواد الأعمال وأصحاب الأفكار حول مشاريع حديثة ومحاولة ادخال هذه الأفكار الى مناهج الدراسة، فقد أصبح هناك عدد كبير من الشباب الطموح الذي يسعى الى تأسيس عمل خاص به والتي يقوموا من خلاله بتطوير فكرتهم الى أن تصبح مشروعاً على أرض الواقع.

وفي أغلب الأحيان يقومون بالاعتماد على ما يعرف بدراسة الجدوى لمعرفة ما اذا كان المشروع مجدياً أم لا والتي وعلى أساسها يقومون باتخاذ القرار بالاستثمار أو عدمه. فهل هذا صحيح وهل تكفي هذه الدراسة فقط؟ والأهم من هذا كله هو أن هذه الحالة لا تنطبق على رواد الأعمال الجدد، اذ أن الحال ليست أفضل بالنسبة الى العديد من رجال الأعمال والمستثمرين من أصحاب الخبرات.

لا شك في أن أول سؤال يطرح على رائد الأعمال عند حديثه عن مشروعه الجديد الذي ينوي انشاؤه هو “وهل قمت بدراسة الجدوى للمشروع”؟ وبالطبع فان الجواب يكون ايجابياً اذ أن صاحب المشروع يكون قد قام بدراسة الجدوى والتي حتى هذه الدراسة يقوم باجتزائها واختصار العديد من أقسامها.

اذا كانت دراسة الجدوى وامكانية التنفيذ غير كافية لدراسة المشروع. فما هي الدراسات المطلوبة لاتخاذ القرار؟

كلنا يعلم أن لكل المشروع فترة زمنية محددة وهو ما يعرف بامتداد حياة المشروع والذي يبدأ من الفكرة وينتهي عند التسليم والاغلاق. من الممكن أن تختلف وجهة النظر هذه وخاصة من وجهة نظر المقاول الذي من الممكن أن يكون قد استلم المشروع بعد الفكرة أو حتى بعد دراسة الجدوى. ولكن لا بد من أن هذه المراحل قد تم دراستها من قبل فريق معين داخل الشركة.

ان دراسة الجدوى هي مرحلة لا يمكن اجتزاؤها من دراسة المشروع ولكنها ليست كافية. اذ أنها لا تحتوي على جميع التفاصيل والدراسات الواجب معرفتها قبل اتخاذ القرار. اذ أنه لا بد لكل مشروع أن يحتوي على وثيقة تحدد فيه خصائصه وصفاته، كلفته، الوقت المحدد لاتمامه بالاضافة الى الافتراضات والعوائق.

كما وأنه يجب وضع المتطلبات الرئيسية للمشروع والتي على أساسها يتم تحديد التوقعات والنتيجة المرجوة للمشروع بالاضافة الى الافتراضات البديلة ومعايير القبول وغيرها بالاضافة الى وضع الخطوط العريضة لهيكلية تقسيم الأعمال.

وكيف يمكن لمشروع أن ينجح دون أن يتم وضع خطة لادارته؟ والتي هي أساساً تحتوي على استراتيجية ادارة المشروع وكيفية ادارته وادارة التغييرات التي قد تطرأ عليه ومعالجتها بالاضافة الى كيفية الاستعداد للعمليات وانهاء المشروع وغيرها.

وتبقى المرحلة الأهم هي مرحلة الخطة التفصيلية للمشروع وحيث يقوم مدير المشروع بوضع هيكليلية تقسيم الأعمال الى حزم صغيرة والتي من الممكن على أساسها أن يتم تحديد الكلفة والفترة الزمنية بشكل أوضح بالاضافة الى تحديد وسائل التواصل بين فريق العمل وأوقاتها عدا عن وضع خطة الشراء والعقود وغيرها.

تعتبر هذه المراحل السابقة كلها مراحل تحضيرية ومعظمها تكون بشكل ورقي أي خلال مراحل دراسة فكرة المشروع وتطويره دون وجود أي عمل على أرض الواقع أي أنها كدراسة الجدوى تعتبر مراحل ما قبل التنفيذ. فهل من الممكن اختذال جميع ما تم ذكره سابقاً بدراسة واحدة هي دراسة الجدوى وامكانية التنفيذ؟

من الممكن ان يصل مشروع معين وخاصة في المشاريع الصغيرة الحجم الى النجاح بناء على دراسة الجدوى فقط، ولكن المؤكد يبقى أنه مع اتباع الدراسة الكاملة للمشروع بامكاننا تقليص الكلفة والوقت ورفع نسبة النجاح على المشروع.

بناء على كل ما تقدم، هل من الممكن اتخاذ القرار حول مشروع معين بناء على دراسة الجدوى وامكانية التنفيذ فقط؟

نتمنى مشاركتنا آراءكم وتعليقاتكم على هذه التدوينة.