كيفية ادارة المجازفات على المشاريع

هذه التدوينة هي الجزء الأول من سلسلة من التدوينات حول موضوع ادارة مجازفات[1] المشاريع.

سنقوم خلال سلسلة التدوينات هذه بمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بادارة مجازفات المشاريع مع التركيز على نظام المؤسسة. بما أن هذه التدوينة هي الأولى ضمن هذه السلسلة, فسوف نقوم بتكريسها لشرح بعض التعاريف الرئيسية, اضافة الى المناصب الأساسية التي من واجبها القيام بضبط هذا العمل.

هل المجازفة هي فرصة أو تهديد؟

بعض الأشخاص ينظرون الى المجازفة بشكل سلبي باعتبارها خطر, تهديد, مغامرة أو ما شابه…

من جهة ثانية هناك العديد من المعايير الحالية لادارة المجازفات على المشاريع, والتي تقوم بتعريف المجازفات على أنها فرص أو تهديدات. فاذا كانت تهديد فهي بالطبع سوف تنعكس بشكل سلبي على أهداف المشروع اضافة الى المشروع بشكل عام. أما في حال كانت فرصة فانها سوف تترك تأثيرا” ايجابيا” على المشروع.

ونحن وضمن سلسلة التدوينات هذه سنقوم باستخدام هذا التعريف الأخير, واعتبار أنه بالامكان لأي مجازفة أن تكون فرصة أو تهديد.

انّه من الضروري التشديد هنا على أن التأثير سوف يتناول الأهداف والأغراض الرئيسية من المشروع.

أما في حال كانت الحوادث والأمور التي قد تطرأ على المشروع لن تؤثّر بشكل سلبي على أهداف المشروع, اذا ان الموضوع لا يعنينا بشكل مباشر.

ادارة مجازفات المؤسسة أو المشاريع؟

إدارة المخاطر داخل المنظمة (أو المؤسسة) هو الصورة الأشمل والأوضح بحيث تقوم بالتعامل مع جميع أنواع المخاطر داخل المنظمة, سواء كانت تتعلق بالمشاريع بشكل عام، أو بالإدارة العامة، أو بالإدارة الاستراتيجية للمنظمة، ومختلف العمليات التجارية الأخرى.

ففي حين يتم تنفيذ المشاريع من قبل المنظمات بشكل عام، لذلك فانه بامكاننا القول أن إدارة مخاطر المشروع تقع تحت مظلة إدارة مخاطر المنظمة ككل.

لذلك، في هذه السلسلة من التدوينات عندما نتحدث عن “إدارة المجازفات” فاننا نكون بذلك نشير إلى “إدارة مجازفات المنظمة” وفي حال أردنا التركيز على المشاريع سوف نستخدم “إدارة مجازفات المشروع”.

في المنظمات التي تمتلك نظاما” ناضجا”, نجد أن نظامها يحتوي على منهجية, طرق, أدوات, وتقنيات خاصة من أجل ادارة المجازفات.

نظام المؤسسة وهيكليتها

ماذا نقصد بنظام المؤسسة؟

عندما نقوم بالحديث عن نظام, فنحن لا نعني هنا أنظمة الكمبيوتر أو المعلومات (البرامج)؛ وانما نعني السياسات, العمليات, الإجراءات والمنهجيات لأحد الجوانب التنظيمية – مثل مجازفات، مشاريع، وتسويق…

البعض هنا قد يشير الى نظام المنظمة على أنه هيكليتها الخاصة, على سبيل المثال, فان هيكلية ادارة المخاطر هي مصطلح يعود الى نظام المؤسسة حول ادارة المجازفات.

بشكل عام فان المنظمة بحاجة الى أن تمتلك منهجية, طرق, وتقنيات خاصة في ادارة المجازفات, مثال: ISO 31000 الذي يأخذ المجازفة بشكل شمولي في حين أن معايير أخر كالتي وضعتها منظمة PMI فهي تعتمد على العمليات (Process) مع افتراض وجود هيكلية خاصة داخل المنظمة من أجل ادارة المجازفات.

نهاية

سوف نقوم خلال التدوينات المقبلة بالتركيز على موضوع واحد رئيسي والذي يمكن أن يتعلّق بالعمليات، الأطر، والثغرات، أو غيرها من المواضيع ذات الصلة … ولكن كلها متصلة بإدارة مخاطر المشروع.

كما أننا نرحب دائما بمداخلاتكم. ويمكنكم مشاركتنا بالاجابة عن الأسئلة التالية:

هل تمتلك منظمتكم نظام خاص لإدارة المخاطر؟

هل تقييم المخاطر على المشاريع يتم بشكل منتظم أو كلما دعت الحاجة؟

هل تعتبرون المخاطر تهديدات فقط أو أنه بامكانها أن تكون فرص؟

Read in English



[1]  في عالمنا العربي, نجد العديد من الأفراد الذين يقومون بترجمة كلمة RISK على أنها مخاطر, ولكنها ترجمة غير صحيحة. فالمخاطر = Danger, الا أنه ليس هناك ترجمة واضحة لكلمة RISK في اللغة العربية الا أن كلمة مجازفة هي الأقرب الى الواقع في مجال ادارة المشاريع